الثلاثاء، نوفمبر 22، 2011

أول الغيث قطرة


القيادة ليست هدفنا الأكبر! هي موضوع جانبي! لكن ردة الفعل الغير مبررة جعلها تبدو وكأنها شأن عظيم.. خوف مجتمعنا من كل ماهو جديد شيء مفزع.. أضف لذلك جديد ويمس المرأه التي ما فتؤا يفرضون الوصاية عليها في كل شيء

الهدف الأسمى أن ننجح هذه المرة لنعيد للمرأة ثقتها المنزوعة! الثقة التي نزعتها منها سنين من غسل الأدمغة أنها ضعيفة، مكسورة الجناح، عار، حرمة، تظل عالة على كل من خلقه الله ذكراً ولو كان طفلاً ولو كان طفلها الذي أنجبته.. مجتمع تلد المرأة وصيها... الهدف أن تعاد الحقوق العظام المسلوبه بإرادة النساء أنفسهن بعد أن صدقن الكذبة الكبيرة التي ربتنا عليها أمهاتنا ومن حولنا وجعلت سعادتنا وشقاءنا مربوط بيد ذكر..

النساء اللاتي تعودن المعاناه بصمت وتعودن سماع كلمة (عيب اصبري وأحمدي ربك وحرام) كل ماطالبنا بشيء.. مجتمع (المرأة سمعة والولد شايل عيبه)..

لن نستطيع أن نحارب من أجل الحقوق العظيمة والأساسية التي هي على رأس الهرم بسيدات تعودن المعاناة في صمت خوفاً من ردة فعل المجتمع ووصفهن بالتمرد والخروج عن التقاليد والعادات التي جردتهن من حقوقهن لا لشيء إلا لأنهن نساء.

الحركات الحقوقية النسائية على مر التاريخ بدأت بأشياء بسيطة وحققت النجاح الذي جعل النساء يؤمن أكثر ويصدقن أكثر في قدراتهن بعد أن فقدن كل رغبة في التغيير بسبب التغييب والترهيب وتعطيل دورهن الحيوي في المجتمع كونها امرأة فقط..النساء بدأن بملعقه أمام أول جدار وانتهين ببلدوزر يحطم كل الجدران.. لذلك القيادة ستكون أول قطرة من غيث بقية الحقوق المسلوبة.. وقديماً قالوا طريق الألف ميل يبدأ بخطوة..


القياده ترف عند البعض لكن ضرورة عند الكثيرات وخصوصاً من لاعائل لهن من مطلقات وأرامل وهن أكثر النساء حاجة لهذا الحق الأساسي.. ومن يرى أنه تافة أطلب منه أن يتخلى عن سيارته شهراً واحداً أو حتى يوماً واحداً وسينقلب بقدرة قادر لمؤيد لما سيجده من اهانة ومعاناة في ملاحقة التكاسي في الشارع والمشي تحت لهيب شمسنا الحنون واهدار الجزء الأكبر من الراتب على المواصلات في غياب وجود شبكة مواصلات عامة تقينا شرهم... نفس من يعارض حصولنا على هذا الحق هو يرضى أن يسكن شخص غريب عنا بيوتنا ويطلع على عوراتنا ويختلي ببناتنا وقد يتطاول ويتحرش بأطفالنا وكل ذلك لايحرك فينا شعرة من الشهامة والنخوة التي عرف بها العربي الأصيل والمسلم الغيور..

أن تعطي المرأة حقها في حرية التنقل سيدعمها في السعي وراء حقوقها الأصلية! لا تتوقع من امرأة مسلوبة من حرية الحركة أن تسعى للمطالبة ببقية الحقوق!

لقد وصلنا نقطة اللاعودة ولا أظن أن موضوع هذا الحق المهمش الذي تم السكوت عنه بتجاهل متعمد طيلة العقود الماضية سيثار بالطريقة التي أثير بها في الأيام السابقة فإما نكون وإما لانكون.. فإما نكمل مابدأنا وإما يموت الموضوع لعقود ستأتي ونقول وقتها ليتنا لم نصمت حين حانت الفرصة للتغيير للأفضل..

أما لماذا منال مصممة على اكمال مابدأت فلأن في نجاحنا رد اعتباري بشكل شخصي ورد اعتبار كل سعودية طالبت بهذا الحق وهوجمت وانتهك عرضها وقذفت بصنوف التهم من تغريب وعمالة حين طالبت بأبسط حق من حقوقها..

تبنيت هذه القضية حتى صدور أول رخصة لامرأه سعوديه.. القفز من قضية لأخرى وتشتيت الجهود هو سبب الفشل.. ولست ممن يرضون بالفشل أو يعلنون الإستسلام...

كنا بإنتظار القرار لعقود وغاب عنا أننا من يصنع القرار.. وأن الحقوق لا تستجدى.. بل تنتزع.. فلن يضيع العمر بعد الآن في صالات الإنتظار...

الظهران
٩ يوليو ٢٠١١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق